توسمنا مع بداية الموسم الكروي الجديد كل الخير، ورسمنا طموحاتنا بأن يكون الموسم مثالياً ويسهم في طمس معالم المواسم الماضية التي كانت مليئة بالاعتراضات والأخطاء، والتهديد بالانسحابات.
وجاءت البداية .. لتعيد نفس الحكاية، ظلم تحكيمي يلحق بالجزيرة في مباراة كأس السوبر أمام الوحدات التي جرت امس الاول الجمعة وخسرها 1-2، لتدفعه للانسحاب من مراسم التتويج، كنوع من الاعتراض والاحتجاب على ما شهدته المباراة من ظلم تحكيمي لعب دوراً في خسارة الجزيرة للقب.
وبحكم المؤكد أن الحكم انسان ليس معصوما عن الخطأ، والأخطاء البشرية غير المقصودة هي جزء من كرة القدم، ولا خلاف على ذلك، لكن ما يثير الجدل بأن الأخطاء المؤثرة لا تحدث إلا مع فريق الجزيرة الذي تعرض لخسارة ألقاب وليس مباريات، حدت من طموحاته ،وأصابته برصاصة الاحباط.
فريق مجتهد ومثابر ويقدم أجمل كرة قدم في ملاعبنا، ينفق الأموال في سبيل استعادة بطولاته في زمن العراقة، إلا أنه يصدم في أكثر من مرة بخطأ تحكيمي قاهر، والأدهى من ذلك أن اتحاد الكرة اعتمد في مباراة السوبر وجود حكمين اضافيين يقفان على خط مرمى كلا الفريقين لمتابعة مثل هذه الحالات، إلا أن وقوف الحكم على بعد خطوات من الحالة لم يشفع للجزيرة، فأخطأ الحكم القرار.
كان الأوجب على حكم الساحة اتخاذ زاوية رؤية مناسبة لاتخاذ القرار المناسب، لكن الرؤية بالنسبة له لم تكن واضحة حيث كان بعيدا عن كل ذلك، ليأتي الدور على الحكم الاضافي إلا أن نظره كان ينصب باتجاه أرض الملعب وليس خارجه حيث كان تمركزه خاطئاً، مما أدى الى احتساب الهدف، علماً أن الكرة تجاوزت بكامل استدارتها الخط الجانبي لمرمى الجزيرة.
هو خطأ، عكر صفو كأس السوبر الذي كنا نتمنى أن يشهد انطلاقة مثالية، لكن يبدو أن التمني شيء والواقع شيء آخر، ما جعلنا نضع قلوبنا على ايدينا في المسابقات المقبلة.
بكل تأكيد فإن مطالب الأندية باستقطاب حكام من الخارج في وقت سعى فيه اتحاد الكرة للتخفيف منها، ستزيد بعد خطأ السوبر، فالثقة بالحكم المحلي اهتزت للأسف، وهو ما كنا لا نتمناه.
الخطأ التحكيمي المؤثر، أعادنا للحكايات الماضية، حيث المشاهد المثيرة للجدل، هي صحيح أنها مشاهد تحدث في كل دول العالم، لكن عندما تتكرر تلك الأخطاء مع فريق بأم عينه هو الجزيرة، فلا بد هنا من وقفة لوقف نزيف ما يحصل.
